الجارديان: الغرب يتعمد إطالة الحرب الأهلية في ليبيا
Sunday, 3 Apr 2011
ثائر ليبي يمسك بسلاحه الآلي
أعلنت بعض الصحف الأجنبية توجسها من أن يكون الغرب يخطط لإطالة أمد الحرب الأهلية في ليبيا عبر تسليح الثوار في نفس الوقت الذي يرفض فيه القضاء على الزعيم الليبي معمر القذافي، رغم قدرته على ذلك، وذلك بهدف إيجاد مبررات لاستمرار وجود الغرب في ليبيا لأطول فترة ممكنة.
وبحسب الكاتب سيمون جنكينز في صحيفة "الجارديان" البريطانية، الأحد 2-4-2011، فإن الموقف الغربي يتناقض بشكل صارخ، فهو يؤكد عدم شرعية استهداف القذافي، ويطبق حظرا على السلاح الموجه إلى كتائب القذافي ولا يفرضه على السلاح الموجه إلى الثوار، ويبرر ذلك بأنه يهدف لحماية المدنيين في نفس الوقت الذي يقذف مدنيين موجودين في المناطق التي يسيطر عليها القذافي أو تتواجد كتائب له فيها مثل سرت.
وتعجب الكاتب من عدم استهداف القذافي رغم أن التخلص منه "ممكن في يوم واحد"؛ إذ يمكن مهاجمته في مقره، وإرسال قوات لتنفيذ المهمة بسهولة، ثم تثبيت نظام حليف كما في البوسنة؛ ليتم ضمان النفط، كما كان الأمر دائما عندما تتعرض مصالح الغرب للتهديد.
"ولكن من يهتم؟ فكما تلاعب (الرئيس الأميركي السابق) جورج بوش و(رئيس الوزراء البريطاني السابق) توني بلير، يمكن إيجاد جيش من المحامين للدفاع عن أي شيء".
ومن ملامح "التطويل" التي رآها جينكينز في إدارة الغرب للعملية العسكرية في ليبيا أنه يقوم بحماية مدينة بنغازي ويمنع تقدم قوات القذافي نحوها، وفي نفس الوقت يترك الثوار يتقدمون نوعا ما غربا ويموتون في طريقهم إلى معقل القذافي إلا أنه لا يساعدهم على التقدم إلى هناك، ويصر على أنه غير معني باستهداف معقل القذافي.
لذا يستنتج الكاتب أن إستراتيجية الغرب تتمثل في إطالة الحرب بهذه الطريقة، فلا يتمكن القذافي من الاستيلاء على بنغازي، ولا يستطيع الثوار التقدم غربا؛ ما يؤدي لزيادة اشتعال الحرب الأهلية في ليبيا كي يكون هذا مبررا للغرب لإطالة أمد وجوده في ليبيا، بل وأخذ دور أكبر وأشكال تواجد أخرى مختلفة غير التواجد عبر الضربات الجوية.
وتشككا في الهدف من التدخل الغربي العسكري في الشأن الليبي، وهو الدافع "الإنساني" قال الكاتب إن الحديث عن التدخل "الإنساني" يبقى موضع جدل؛ فالتدخل لإزاحة ديكتاتوريات مثل النظام العراقي في عهد صدام حسين تم بنفس المبرر، ولكن كانت النتيجة تدمير منشآت وسفك دما وسلام هش.
وعلى هذا الأساس طالب الكاتب الغرب بأن يركز على مساعدة المحتاجين لمساعدته بالفعل في شرق لييبيا، وأن يستهدف إسقاط القذافي إذا كانت هناك ضرورة "لأن بقاء الوضع هكذا سيعطيه (القذافي) نصرا آخر على الغرب كما حدث عشية غارات 1986".
وخلص الكاتب إلى القول إن مشكلة التدخل الغربي هي أنه يفتقر إلى الشجاعة "فالغرب يدعي أنه يعلم ما هو أفضل بالنسبة للعالم. ولكن عندما يحين وقت الحسم لا نجد سوى بعض القنابل على الطريق إلى بنغازي، وصاروخ توماهوك على مقر قيادة القذافي، وقذائف قليلة لترويع سرت، إضافة إلى حفنة من قذائف "آر بي جي" لإبقاء الثوار بعيدين عن الوقوع في فخ اليأس".
رفض الحوار
وداخليا رفضت الحكومة الليبية عرضا من الثوار بوقف إطلاق النار من جانبهم مقابل انسحاب قوات القذافي من المدن الليبية، وألا تتقدم في اتجاه المدن التي يسيطر عليها الثوار، أن يتاح للشعب الليبي حرية الاختيار والتظاهر السلمي ضد الحكومة".
وقال المتحدث باسم الحكومة، موسى إبراهيم، إن هذا العرض "ضرب من الجنون..إنهم يطلبون منا أن ننسحب من مدننا، إذا لم يكن هذا ضربا من الجنون فأنا لا أعرف ماذا أسميه، وأؤكد أننا لن نسحب القوات الحكومية من هذه المدن".
لكنه أكد في الوقت ذاته أن النظام الليبي "لا يزال مستعدا للسلام والحوار"، معتبرا أن الحكومة "تحترم وقف إطلاق النار الذي فرضه قرار الأمم المتحدة".
وفيما يخص تطور الأوضاع في الميدان، قتل 10 من ثوار ليبيا بقصف جوي نفذته قوات التحالف الغربي على مشارف مدينة البريقة التي تردد أن الثوار نجحوا في استعادتها، وذلك بعد مقتل 13 آخرين بطريقة مماثلة قرب أجدابيا. في حين واصلت كتائب القذافي قصفها المدفعي لمدينة مصراتة.
وتراجع الثوار إلى مشارف أجدابيا بعد نجاح كتائب القذافي في استعادة مدن سيطروا عليها مطلع الأسبوع الماضي مثل راس لانوف وبن جواد، بالإضافة إلى بريقة، إلا أنه تردد نجاحه في استعادة الأخيرة.
المصدر: أون إسلام عودة للخلف
موضوع: الجارديان: الغرب يتعمد إطالة الحرب الأهلية في ليبيا 
الأحد أكتوبر 16, 2011 12:11 am
